محطات تعليمية ملهمة

البيت الرقمي للمحاسبة والمحاسبين

العلاقة بين ادارة الارباح و التحفظ المحاسبى

أحمد تهامي

Mon, 08 Dec 2025

العلاقة بين ادارة الارباح و التحفظ المحاسبى

يقع على عاتق ادارة الشركة مسئولية اعداد وعرض قوائم مالية سليمة لاعطاء تصور دقيق عن اثر الاحداث الاقتصادية الحقيقية على نتائج الشركة خلال فترة النشاط ؛ فبالرغم من ان القوائم المالية يتم اعدادها استنادا الى المعايير المحاسبية . الا انه عند ظهور بعض النتائج التى تعتبر غير مرضية لبعض الجهات المستفيدة فقد تقوم ادارة الشركة بتحسين صورة القوائم المالية لخدمة اهدافها او لتحقيق غايات بعض المستخدمين وذلك من خلال تطبيق المعايير المحاسبية التى تسمح باستخدام اساليب وطرق محاسبية مختلفة لمعالجة نفس الاحداث والمعاملات الاقتصادية مما ادت الى انخفاض فى قيمة عدد كبير من الشركات وانهيار شركات عالمية . مما ادت الى تراجع ثقة المستثمرين فى الادارة القائمة على اعمال الشركة والقوائم المالية الصادرة عنها وتحديدا بعد الازمات المالية و الاقتصادية نتيجة لفساد الادارة المالى و الادارى وعدم افصاحها الكامل فى القوائم المالية عن المعلومات التى يحتاج اليها المستخدمون .

فى اعقاب الانهيارات المالية التى طالت اكبر الشركات العالمية فى امريكا واكتشاف العديد من المخالفات المحاسبية التى احدثت تأثيرات متعمده من قبل بعض الشركات على الارباح المعلنة بقوائمها المالية بدأت الشكوك تثار حول دقة القوائم المالية والتقارير المالية وما تتضمنها من ارباح محاسبية حيث يعتبر الربح المحاسبى من المؤاشرات الهامة التى يستند اليها مستخدموا القوائم المالية للحكم على الاداء الحالى و المستقبلى للشركة بهدف اتخاذ العديد من القرارات الاستثمارية مثل قرارات شراء او بيع او الاحتفاظ باسهم الشركة . حاول الباحثون فهم الاسباب الحقيقة وراء الانهيارات التى طالت اكبر الشركات العالمية الامريكية وتوصلت معظم الدراسات الى قيام بعض الشركات باستغلال المرونة المتاحة فى المعايير المحاسبية للاختيار ما بين الطرق والسياسات المحاسبية البديلة او المرونة الناتجة عن استخدام مدخل ادارة الارباح على اساس الاستحقاق خلال تعجيل او تاخير الاعتراف بالايرادات و المصروفات وبما يحقق اهداف الادارة وعلى حساب مصلحة الاطراف الاخرى او استخدام مدخل ادارة الارباح الحقيقية بتعجيل او تاخير الاعتراف بالمبيعات وتعجيل او تاخير الاعتراف بنفقات الاعلان والبحوث والتطوير بالشكل الذى يؤدى الى تضليل مستخدمى القوائم المالية وخلق انطباع مختلف عن الاداء الحقيقي للشركة

حيث تعتبر ممارسات ادارة الارباح الحقيقية من اهم العوامل المسببة لانهيار الشركات نظرا للانعكاسات السلبية لهذه الممارسات على قيمة الشركة فى الاجل الطويل كما ادى افلاس العديد من الشركات الامريكية بالرغم من عدم وجود اى مؤشرات تدل على احتمال حدوث افلاس الى تزايد الاهتمام بمدى مصداقية المعلومات المحاسبية المتاحة للمستثمرين او تمثيلها للواقع الفعلى لهذه الشركات كما ادى الى حالة من فقدان الثقة لدى المستثمرين فى تلك المعلومات المالية المفصح عنها تقوم ادارة الشركات بممارسات ادارة الارباح فى اطار تحقيق مصلحها بالدرجة الاولى لتحقيق اقصى استفادة لها فى صورة نقدية او عينية بغض النظر عن الاضرار التى قد يتعرض لها باقى الاطراف الاخرى بما فيهم المستثمرين والمقرضين من جراء اتباع الادارة لتلك الممارسات كما تقوم الادارة بممارسات ادارة الارباح لعدة اهداف اخرى منها تخفيض الارباح بغرض تخفيض الضرائب او زيادتها بغرض زيادة مكافات اعضاء مجلس الادارة او تمهيد الدخل عن طريق تخفيضه اذا كان مرتفعا او زيادته اذا كان منخفضا وذلك لتدنية التقلبات الحادة فى مستوى الدخل بهدف تحقيق الاستقرار فى سعر السهم فى سوق الاوراق المالية حيث توجد عدة مداخل لادارة الارباح اهمها

مدخل ادارة الارباح على اساس الاستحقاق وهو ما يعرف بالمدخل المحاسبى لادارة الارباح ؛ ومدخل ادارة الارباح عن طريق الانشطة الحقيقية وهو ما يعرف بالمدخل الحقيقي لادارة الارباح وتتم ممارسة ادارة الارباح الحقيقية من خلال التحكم فى توقيت القرارات الاستثمارية و التمويلية والتشغيلية لتعديل الارباح مما يؤدى الى التاثير فى الارباح الفعلية للوصول الى الارباح المستهدفة ويكون لهذه الممارسة تاثير فورى على التدفقات النقدية التشغيلية للشركة وهو ما يسمى بادارة الارباح الحقيقية ومن المعروف ان اعداد التقارير المالية تتم فى ضوء مجموعة من المبادىء و المفاهيم و القواعد المحاسبية وتحقق الثقة والتمثيل الصادق وبما يؤدى الى الحد من تكاليف ومشاكل الوكالة وتخفيض عدم تماثل المعلومات بين اصحاب المصلحة الامر الذى ينعكس على تحقيق الصالح العام وتجنب تعارض المصالح بين الاطراف المختلفة ذات العلاقة بالشركة ومن اهم هذه المفاهيم مفهوم التحفظ المحاسبى او كما يعرف بمبدأ الحيطة والحذر لما له من دور هام فى التصدى لحالة عدم التاكد التى يواجهها معدى القوائم المالية خاصة عند اعداد التقديرات المحاسبية والتى تعد مجلا خصبا لتطبيق وممارسة التحفظ المحاسبى الامر الذى جعله يسود فى الممارسة العملية لدرجة انه اصبح يمثل حجر الاساس فى التطبيق المحاسبى

ويتمثل التحفظ المحاسبى فى الاعتراف بالاخبار السيئة بشكل اسرع من الاخبار الجيدة ويعمل على منع التقديرات المرتفعة للاصول طويلة الاجل وبالتالى فان التحفظ المحاسبى هو وسيلة مضادة ومعاكسة لادارة الارباح ويؤدى استخدام مبدأ التحفظ المحاسبى فى حدود المسموح به فى ظل المعايير المحاسبية الى تخفيض ادارة الارباح خاصة تلك التى تهدف الى زيادة الارباح وتعظيمها فى الفترة الحالية على حساب الفترات المستقبلية وتعتبر زيادة درجة التحفظ المحاسبى مؤشرا على زيادة الشفافية فالادارة فى الشركات لديها دوافع غير متماثلة فى التقرير عن الارباح و الخسائر فقد تعلن الادارة عن ارباح فى الوقت الذى يجب ان تعلن فيه عن خسائر ومن ناحية اخرى تساهم ممارسات التحفظ المحاسبى فى تقليل فرص ادارة الارباح التى تستخدمها الادارة من سنة لاخرى بشكل مختلف حيث يمكن من خلال تطبيق التحفظ المحاسبى التقليل من ادارة الارباح وتعجيل الاعتراف بالخسائر المتوقعة وتاجيل الاعتراف بالارباح المتوقعة وتقييم الاصول باقل من قيمتها الاقتصادية مع تقييم الالتزامات باعلى من قيمتها الاقتصادية والثبات على ممارسة واحدة وبذلك يساهم فى تخفيض ادارة الارباح غير المرغوب فيها .

حيث ركزت معظم الدراسات السابقة على التحفظ المحاسبى المشروط مع القيام بعدد قليل من الدراسات التى تناولت التحفظ المحاسبى غير المشروط وبصفة عامة اتفقت العديد من الدراسات ان زيادة ممارسات التحفظ المحاسبى احدى الوسائل التى تحد من ممارسات ادارة الارباح الحقيقية ومن ثم فقد يشار اليه باعتباره احد اسباب انخفاض ادارة الارباح الحقيقية . وتعتبر ظاهرة ادارة الارباح تخطيط مدروس من جانب الادارة للاستفادة من السياسات والبدائل والطرق المحاسبية التى يمكن تطبيقها للوصول الى مستوى معين من الارباح الحالية و المستقبلية لتحقيق مجموعة من الاهداف المختلفة الخاصة بالادارة حيث تعاظمت ظاهرة ادارة الارباح التى تمارسها الشركات بشكل عام والشركات المساهمة منها بشكل خاص فى ظل الظروف الاقتصادية التى اعقبت الازمة المالية العالمية سعيا منها لتحسين ربحيتها ووضعها المالى الذى تعكسه قوائمها المالية المنشورة وتلجأ الادارات التنفيذية فى تلك الشركات الى هذه الممارسات اما لارضاء مساهميها او للحد من هبوط اسعار اسهمها المتداولة فى السوق المالى او لتلافى عملية التصفية الاجبارية التى تهددها بسبب التدنى الكبير والمستمر فى ارباحها التشغيلية او لتحقيق اغراض خاصة بها تصب فى مصلحة المدراء وبالتالى فان معرفة ممارسات ادارة الارباح الحقيقية وفهم دوافعها وتحديد مقاييسها ليست مهمة لاصحاب المصالح بالشركة ولكن ايضا لمنظمى المهنة وواضعى المعايير المحاسبية

مفهوم ادارة الارباح لا يوجد تعريف متفق علية لادارة الارباح فقد تباينت وجهات النظر حول تعريف ادارة الارباح ويمكن الاستعانة ببعضها لفهم ووصف ادارة الارباح وسيتم سردها فى النقاط التالية

هو التدخل المتعمد فى عملية التقارير المالية الخارجية بهدف الحصول على منافع خاصة وانه فى حالة توسيع ذلك سيتضمن ادارة الربحية الحقيقي التى تمارس من خلال تغيير تقاريرالتمويل من اجل تعديل الارباح المقرر عنها او تعديل بعض عناصرها

هو استخدام الادارة لحكمها الشخصى بشأن التقارير المالية اما بغرض تضليل اصحاب المصالح بشأن الاداء الاقتصادى للشركة او التاثير على التعاقدات التى يتم بناءها على الارقام المحاسبية المقرر عنها

هو استخدام طرق مختلفة من الخداع او الحيل لتشوية صور الاداء المالى الحقيقي بهدف الوصول الى نتائج مرغوب فيها

هو التلاعب فى النتائج المحاسبية بهدف خلق تصور مختلف عن الاداء الحقيقي للشركة

ويمكن تلخيص وجهات النظر السابقة عن ادارة الارباح بأنها ممارسات متعمدة من قبل الادارة فى تحديد الارباح حسب رغبات الادارة بغض النظر عن الاداء الحقيقي للشركة

دوافع ادارة الارباح

حوافز تعاقدية وتعنى انه عندما يكون التعاقد بين الشركة والاطراف مبنياً على النتائج المحاسبية يتولد لدى المديرين الحافز لادارة الارباح ويتمثل في . تعظيم مكافأة الادارة و الامان الوظيفي

 

حوافز السوق وهى حوافز ترتبط بسوق الاوراق المالية ويمكن تقسيمها الى :

تنبؤات الارباح : هى احدى الارقام المستهدفة بالنسبة لادارة الارباح فتهتم الادارة بمحاولة التقرير عن ارقام الربح المحاسبى تتوافق مع التنبؤات او تزيد عليها ولذلك تسعى الادارة الى تجنب انخفاض الاسعار السوقية للاسهم

خيارات الاسهم : تعتبر دافعا لاختيار التسويات المحاسبية الاستبيانية بطريقة تؤثر على زيادة اسعار الاسهم السوقية فى تاريخ منح هذه الخيارات وتعتبر هذه الطريقة وسيلة محايدة لوضع مصالح المديرين التنفيذين فى اطار واحد مع قيمة الشركة

عروض حقوق الملكية الاولية : تهدف الادارة الى التأثير على السعر السوقى للسهم عند حدوث عرض لاسهم من اجل رفع الاسعار السوقية لهذه الاسهم وهذه العروض تشكل فرصة جديدة لادارة الارباح حيث لا يوجد هنا سعر سوقى سابق للاسهم كما يوجد نقص فى المعلومات فيتعمد المستثمرين بشكل كبير على معلومات القوائم المالية وبالتالى فانه هناك فرصة لادارة الارباح لتعظيم عائدات بيع الاسهم

 

الحوافز التنظيمية المنشآت التى تكون تحت اهتمام الدولة والرأى العام قد تخضع لقرارات حكومية تفرض عليها تكاليف سياسية كما ان التقلبات الكبيرة فى ارباح تلك المنشآت قد تجذب انتباه الحكومة حيث ان التقلبات فى الارباح والتى تأخذ شكل زيادة كبيرة قد ينظر اليها كمؤشر لتعسر المنشآة واضطراب بما يدفع الدولة للتدخل فى الحالتين

امثلة على ادارة الارباح

وفقا لمعايير المحاسبة المتعارف عليها فان نظام المحاسبة على اساس الاستحقاق يتطلب من المديرين وضع العديد من التقديرات المحاسبية التى لها تأثير جوهرى على الارباح المعلنة ومن بين احكام التقديرات المحاسبية التى يمكن ان تؤثر على الارباح ما يلى .

تتطلب عقود الانشاءات طويلة الاجل تقديرات تتعلق بالتقدم فى انجاز الاعمال وتكلفة هذا الانجاز وبالتالى يمكن للمديرين ان يستخدمو تقديرات متفائلة للتقدم فى انجاز الاعمال وذلك بهدف تضخيم الارباح

يجب ان يظهر حساب العملاء بالقيمة الصافية القابلة للتحقق وبالتالى يمكن للمديرين ان يستخدمو تقديرات متفائلة للقيم القابلة للتحصيل بغرض تخفيض مخصص الديون المشكوك فيها ومن ثم تخفيض الارباح

 

اهمية التحفظ المحاسبى

 

التحفظ المحاسبى هو اداه لكبح جماح التفاؤل المفرط عند المديرين و المحاسبين فى تقييم الاصول والالتزامات للشركة و فى حالات الشك التى تقابل المحاسب

 

 

0 تعليقات

اترك تعليقا